القاهرة

المعالم الحضارية بمحافظة القاهرة

1- سبيل وكُتاب عبد الرحمن كتخدا:

هذا المبنى له أهمية فنية خاصة، فهو عبارة عن مجموعة مستقلة تحتوي على سبيل وكتـّاب يتمثل فيهما الكثير من روائع الفن الإسلامي خاصة في العصر العثماني. والمبنى يمثل طراز السبل ذات الشبابيك الثلاثة، ويتخذ شكلاً يمتزج فيه الطراز المملوكي والعثماني معاً. للسبيل ثلاث واجهات (جنوبية وشمالية وغربية) متشابهة تماماً ومتساوية في الطول. وتحتوي كل واجهة على عقد نصف دائري مرتكز على عمودين من الرخام. ويتوسط العقد فتحة كبيرة تقدم من خلالها أكواب الماء للعابرين (شباك التسبيل)، والفتحة معقودة بعقد نصف دائري أيضاً يرتكز على عمودين حلزونيين. ويغطي فتحات الشبابيك شبكات نحاسية على شكل عقود ثلاثية مفصصة متقاطعة تسمح بحركة أكواب الشرب خلالها. ويزخرف سبندلات العقود زخارف هندسية بديعة منفذة بالرخام الدقيق متعدد الألوان. وتحتوي حوائط الواجهة الخارجية على مداميك حجرية معشقة على شكل أوراق نباتية محوّرة. ويتوج واجهة السبيل ستة صفوف من المقرنصات تحمل أرضية الطابق الأول الذي يحتوي على الكتـّاب. يقع مدخل السبيل على شارع التمبكشية على يسار الواجهة الجنوبية، وهو يشبه المداخل المملوكية. ويتكون المدخل من حائط غائر يتوجه عقد ثلاثي الفصوص سقف بنصف قبة تزخرفها صفوف من المقرنصات. ويتوسط الحائط الغائر باب السبيل الذي يعلوه عتب مستقيم نقش عليه أبيات من الشعر. وتعلو العتب وحدة زخرفية رخامية عبارة عن دائرة متوسطة تحتوي على نص تأسيسي يحيط بها أربع دوائر صغيرة. يؤدي مدخل السبيل إلى ردهة صغيرة يوجد فيها ثلاثة أبواب: الأول يقع على يمين الداخل ويؤدي إلى حجرة الصهريج، والثاني على يسار الداخل ويؤدي إلى الحجرة التي يقدم منها الماء (حجرة التسبيل)، والثالث في صدر الردهة ويؤدي إلى السلم الذي يصعد إلى الكتـّاب. المسقط الأفقي لحجرة التسبيل مستطيل أبعاده 4.50 × 3.50 م. وتقع شبابيك الحجرة الثلاثة ضمن حوائط غائرة في جدران الحجرة الثلاثة المطلة على الشارع. وجدران الحجرة مكسوة بأكملها ببلاطات خزفية زرقاء اللون مزينة بشتى أنواع الزخارف النباتية. ويحتوي الجدار الجنوبي على لوحة من البلاطات الخزفية تمثل منظراً للكعبة الشريفة والمباني المحيطة بها. حجرة الكتـّاب ذات مسقط مستطيل بنفس مساحة حجرة التسبيل، وتطل على الشارع من ثلاث جهات من خلال مشربيات. وللحجرة سبعة أعمدة من الرخام تشبه أعمدة واجهات السبيل يعلوها ستة عقود مدببة من الحجر يتوجها رفرف خشبي مائل. ويبرز عن هذه الحجرة شرفة بها أربعة عشر عموداً رفيعاً من الخشب تحمل خمسة عشر عقداً ترتكز على درابزين من الخشب الخرط الجميل. ويتوج الشرفة رفرف خشبي أقل ارتفاعاً من الرفرف الأول

2 منزل علي لبيب:

يقع بحارة درب اللبانة بمنطقة الخليفة، ويعتبر واحدًا من أفضل المباني الباقية من منازل القرن ال 18 الميالدي. يُعرف باسم "بيت الفنانين"؛ حيث سكن به العديد من الفنانين مثل راغب عياد وشادي عبد السالم. أنشأه عمر المالطيلي وشقيقه إبراهيم في أواخر القرن ال 12 الهجري/ ال 18الميالدي، لكنه عرف الحقً يمثل هذا المنزل واحدًا من أنماط المساكن في العصر العثماني ا باسم علي لبيب.التي اتبعت تقاليد العمارة المملوكية. تم إهمال المنزل في نهاية القرن ال20 حتى تم تجديده وتحويله إلى متحف وبيتٍ للمعمار المصري في مطلع القرن ال20

3-شارع السيوفية:

يعد من الشوارع المهمة بمصر اإلسالمية فهو جزء من الشارع األعظم الذي يبدأ من تقاطع شارع محمد علي وينتهي عند تقاطعه مع شارع الصليبة. يعكس هذا الشارع التطور التاريخي لهذه المنطقة، حيث أن بداية نشأته كانت جزء من مدينة القطائع، وشهد عمرانًا ملمو ًسا بالعصر الفاطمي، وكان في العصر األيوبي محا عليها "بركة الفيل"، وكان لتشييد قلعة ًطا بالبساتين ويطل على بركة كبيرة يطلق صالح الدين سنة 572هـ/ 1176م أث ًرا كبي ًرا في امتداد العمران إلى تلك المنطقة، وأصبح الشارع بعد ذلك في العصر المملوكي سكنًا ألفراد الطبقة الحاكمة وصفوة المماليك

4- سبيل وكتاب نفيسة البيضا:

يعد سبيل نفيسة خاتون نموذج فريد لطرازالأسبلة في العصر العثماني الذي شاع فيه تشييد النساء للأسبلة التي خُصصت لشرب العامة في الطرقات. أنشأته نفيسة خاتون بنت عبد الله التي اشتهرت بالبيضا، وهو يقع بمنطقة الغورية بنهاية شارع المعز داخل باب زويلة ومواجهًا لجامع المؤيد شيخ. بني في عام 1211هـ/ 1796م كما هو وارد على اللوح الرخامي أعلى الشباك الأوسط بالواجهة. بني السبيل على الطراز العثماني المميز حيث الواجهة المقوسة (نصف دائرية) التي تحتوي على ثلاث شبابيك معدنية ذات الزخارف المفرغة، وألحق بالسبيل كُتاب لتحفيظ القرآن الكريم لفقراء المسلمين، كُتب أعلى باب الدخول على اللوحة الرخامية: "قال النبي عليه السلام خيركم من تعلم القرآن وعلمه"